عدم فوز النجم المغربي أشرف حكيمي بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2024، رغم أدائه اللافت مع ناديه باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي، سلط الضوء مجددًا على المعايير المثيرة للجدل التي يعتمدها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) لاختيار الفائزين.
إشكالية معايير التصويت وغياب الشفافية
تعتمد الجائزة على تصويت قادة المنتخبات، المدربين، والصحفيين المختارين، ولكن غياب الوضوح حول كيفية توزيع النقاط على معايير محددة (مثل الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، والتأثير مع الأندية والمنتخبات) يُثير انتقادات واسعة.
- هل يتم تقييم الأداء الموسمي بشكل متوازن؟
- ما هو وزن البطولات الأفريقية مقارنة بالأوروبية؟
- هل تؤخذ في الاعتبار الاستمرارية أم يتم التركيز فقط على فترات زمنية قصيرة؟
عدم نشر تفاصيل التصويت يزيد من الشعور بانعدام الشفافية ويترك الجماهير في حالة من عدم الرضا.
الانحياز للبطولات الأوروبية على حساب القارية
يميل التصويت للجائزة في السنوات الأخيرة إلى تفضيل اللاعبين الذين يبرزون في الدوريات الأوروبية الكبرى، حتى لو لم يقدموا أداءً لافتًا في البطولات الأفريقية.
- بينما قدم حكيمي أداءً مميزًا في الألعاب الأولمبية والتصفيات القارية، تُظهر النتائج أن الأولوية قد تكون مُنحت للاعبين الذين يحققون أرقامًا جيدة في أوروبا دون النظر إلى أدائهم في السياق الأفريقي.
- هذا النهج يهمش إنجازات اللاعبين المشاركين في بطولات مثل دوري أبطال أفريقيا وكأس الأمم الأفريقية، مما يضعف ارتباط الجائزة بجذورها القارية.
الإعلام والتسويق: عوامل حاسمة
اللاعبون الذين يحظون بدعم إعلامي قوي أو يلعبون في أندية أوروبية مرموقة غالبًا ما يتفوقون في التصويت.
- لاعبون مثل حكيمي يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة وأداءً مذهلًا، لكن قرار عدم تتويجه قد يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الجائزة تأخذ في الاعتبار الإنجازات الفعلية أكثر من شعبية اللاعب أو حجم النادي الذي يمثله.
إصلاحات ضرورية لكسب المصداقية
لإعادة الثقة في الجائزة، ينبغي أن يشمل نظام التصويت:
- وضع معايير واضحة ومحددة تشمل الأداء الفردي، التأثير الجماعي، الألقاب، والأداء في البطولات الأفريقية والدولية.
- إعطاء وزن أكبر للبطولات الأفريقية لضمان تعزيز الجذور القارية للجائزة.
- تعزيز الشفافية من خلال نشر تفاصيل التصويت علنًا، لتوضيح سبب فوز اللاعب بالجائزة.
- إشراك الجماهير بشكل رمزي في عملية التصويت عبر منصات موثوقة، ما يمنحهم إحساسًا بالمشاركة.
الجائزة: بين الشعبية والإنجازات
قرار منح الجائزة لعام 2024 إلى أديمولا لوكمان يعكس الحاجة الملحة لتطوير الجائزة وضمان أنها تعبر عن الإنجازات الحقيقية بدلًا من أن تصبح مسابقة شعبية. بالنسبة للجماهير المغربية، غياب التتويج لنجمهم المفضل قد يكون محبطًا، لكنه يفتح الباب لمناقشة أوسع حول أهمية تطوير الجوائز الرياضية على المستوى القاري.