الولي سيدي بلعباس السبتي ومذهبه في الجود والصدقة
أحمد بن جعفر الخزرجي، الذي ولد في مدينة سبتة عام 524 هـ، وانتقل لاحقًا إلى مدينة مراكش وهناك أقام حتى وفاته عام 601 هـ، يشكل شخصية مميزة في تاريخ المغرب الإسلامي. إن مسيرته تندرج ضمن فترة عصرية تميزت بالعلم والحضارة، ومدينة سبتة التي ولد فيها كانت من بين كبريات العواصم العلمية والثقافية في الغرب الإسلامي.
تعددت المصادر التي تروي حكاية بدايات أحمد بن جعفر، وترتبط بتعليمه وتربيته من قبل علماء العصر، حيث كانت أمه تحمله إلى نساجي الحرير، ولكنه فضل التعليم والتحصيل العلمي، وهكذا بدأ مشواره الذي جعله يصل إلى مركز العلم والمعرفة في مدينة مراكش.
تجلت شخصية أحمد بن جعفر في التضامن العملي والإنفاق على طلبة العلم والمحتاجين، حيث كان يجمع الصدقات ويوزعها بين الفقراء، وكانت حياته مليئة بالتضحية والعطاء للآخرين.
كما كانت فلسفته في الحياة مرتبطة بالصدقة والتواصل مع الناس، حيث كان يروج للتعاون والمساعدة المتبادلة، وكان يؤمن بأهمية الإنفاق والتبرع كوسيلة للقرب إلى الله وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
وقد قدم أحمد بن جعفر نموذجًا رائعًا للتعايش والتعاون في المجتمع، حيث كان يتضامن مع الفقراء والمحتاجين، ويعيش حياة بسيطة متواضعة، محركًا لمبادئه الإنسانية والدينية في خدمة الآخرين.