مهرجان مراكش يكرم ديفيد كروننبرغ: أيقونة سينما الجسد والتحولات
في ليلة استثنائية حملت في طياتها عبق الإبداع والاحتفاء بالتميز، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الاثنين، المخرج العالمي ديفيد كروننبرغ، تقديراً لمسيرته السينمائية المتميزة وإسهاماته العميقة في فن صناعة الأفلام.
كروننبرغ: لحظة شرف وامتنان
في كلمة ألقاها خلال حفل التكريم، عبّر كروننبرغ عن امتنانه العميق لهذه اللحظة، قائلاً:
“لقد سمعت لسنوات عديدة عن روعة مهرجان مراكش السينمائي. الآن، توافقت النجوم وأنا هنا، ليس فقط للمشاركة بل لاستلام الجائزة الذهبية.”
وأضاف أن هذه الجائزة التي تتوج مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من نصف قرن تعد “شرفاً عظيماً ومتعة كبيرة”، معبّراً عن فخره بالانضمام إلى قائمة المكرّمين السابقين الذين حاولوا عبر فنهم منح معنى أعمق للعالم.
رحلة فنية فريدة: من “سينما الجسد” إلى العالمية
يُعد كروننبرغ من أبرز المخرجين الذين ارتبطت أسماؤهم بما يُعرف بـ**”سينما الجسد”**، حيث تناول في أفلامه موضوعات التحولات البيولوجية والنفسية بأسلوب جريء ومتفرد. وقد نجح على مدار عقود في ترك بصمته على السينما العالمية، مما جعله مصدر إلهام لعدة أجيال من المخرجين.
عمل كروننبرغ مع نخبة من أبرز نجوم السينما العالمية مثل جيريمي آيرونز، فيجو مورتنسن، جود لو، جوليان مور، وروبرت باتينسون، وقدم أفلاماً خالدة توّجت بجوائز كبرى في مهرجانات مثل كان والبندقية.
تكريم يؤكد مكانة مهرجان مراكش
يأتي هذا التكريم ليعزز مكانة مهرجان مراكش كواحد من أهم الفعاليات السينمائية العالمية. كما أتاح المهرجان للجمهور فرصة استعادة لحظات خالدة من مسيرة كروننبرغ عبر عرض أبرز أفلامه، تأكيداً على تأثيره العميق في إعادة تعريف السينما وفتح آفاق جديدة للتعبير الفني.
في كلمته، وجّه كروننبرغ شكره للمغرب، وللعاهل المغربي الملك محمد السادس، وللأمير مولاي رشيد ومديرة المهرجان. وختم قائلاً:
“أنا لا أكون أبداً وحدي. شخصيات أفلامي كلها هنا معي، كل منهم بطريقته الغريبة، ممتنون لهذه اللحظة. شكراً للجميع.”
رسالة وفاء للإبداع السينمائي
تكريم ديفيد كروننبرغ في مراكش ليس فقط احتفاءً بمخرج عظيم، بل هو أيضاً رسالة اعتراف بمكانة الفن كوسيلة للتواصل والتعبير الإنساني، وتأكيد على التزام المهرجان بدعم الإبداع والمبدعين.
