البوليساريو تعود لاستفزازاتها في الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء

في تصعيد جديد، أطلقت ميليشيات مسلحة تابعة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية مقذوفات بالقرب من تجمعات مدنية ومسؤولين مغاربة في منطقة المحبس، حيث كانوا يحيون الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء. ورغم عدم تسجيل أي إصابات بين المدنيين الصحراويين المغاربة، أثار الهجوم مخاوف لدى الحاضرين وردت القوات المغربية بسرعة.

وتعيد هذه الأحداث النقاش حول إمكانية تصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية. فقد علق عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، على هذه المسألة، مشيراً إلى أن مثل هذا التصنيف يتطلب “تقديراً سياسياً”، خصوصاً أن الأمم المتحدة تعتبر الجبهة طرفًا في النزاع حول الصحراء، ما قد يعقد أي مفاوضات مستقبلية تحت رعايتها. ودعا الفاتيحي المغرب إلى التركيز على حشد الإدانة الدولية لهذه الأعمال، التي وصفها بأنها “جرائم إرهابية تستهدف المدنيين”.

من جانبه، أكد المحلل السياسي عباس الوردي أن هذا التصعيد يعكس “نية الجزائر التوجه نحو مواجهة شاملة”، وهو ما يعتبر تجاوزاً للقانون الدولي وسيادة الدول المجاورة، بما فيها موريتانيا التي كانت قريبة من المواقع المستهدفة. وأضاف الوردي أن “استمرار الجزائر في هذا التوجه العدائي” يزيد من عزلتها الدولية ويضعها في مواجهة مباشرة مع المغرب، في حين تتعارض أفعالها مع مساعي الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي ودائم للنزاع.