إلى الرئيسية

دعوات لإعادة تقييم السياسات الأمازيغية: “إيض يناير” مناسبة لإحياء النقاش الوطني

تزامنا مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية “إيض يناير”، دعت فعاليات أمازيغية في المغرب إلى استغلال هذه المناسبة لتجاوز الطابع الاحتفالي وإطلاق حوار وطني شامل حول وضعية الأمازيغية. وشددت على ضرورة تقييم التراكمات المحققة، وإعادة النظر في السياسات العمومية لتعزيز مكانة الأمازيغية في النسيج الوطني.

واقع مقلق وتحديات متعددة

أحمد أرحموش، محامٍ وناشط أمازيغي، حذر من تدهور وضع الأمازيغية، مشيرًا إلى وجود أوراش قانونية ومؤسساتية معلقة منذ أكثر من عقد. وأكد أن ضعف الإرادة السياسية يقف عقبة أمام تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وأضاف أن التعليم والإعلام العمومي يشهدان تراجعًا مستمرًا في إدماج اللغة الأمازيغية، مما يهدد استمراريتها.

وأشار أرحموش إلى أن الدعم المالي المخصص للأمازيغية “هزيل للغاية”، ما يجعل مواجهة التحديات الحالية أمرًا بالغ الصعوبة. وأكد على ضرورة تحرك الحكومة والبرلمان والجماعات الترابية لوقف التراجع والعمل على صياغة مخطط استعجالي يعالج الأزمة.

الأمازيغية قضية شمولية

عبد الله بوشطارت، عضو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، شدد على أن القضية الأمازيغية ليست فقط لغوية أو ثقافية، بل تتجاوز ذلك لتشمل أبعادًا اجتماعية واقتصادية وسياسية. وأوضح أن الحكومة الحالية فشلت في تحقيق المساواة اللغوية والعدالة الثقافية، مشيرًا إلى هيمنة العربية الفصحى والدارجة في الإعلام والتعليم، مما أدى إلى تراجع الأمازيغية في المجتمع.

وأكد بوشطارت أن مستقبل الأمازيغية يرتبط بتحقيق التنمية والعدالة المجالية والديمقراطية. ودعا إلى إنشاء مشروع سياسي بمرجعية أمازيغية يكون قادرًا على الاستجابة لمتطلبات المرحلة ورهانات المستقبل، معتبراً أن التغيير الحقيقي لن يحدث إلا بمشاركة الأمازيغ في صنع القرار السياسي.

التوظيف السياسي والفرجوي

انتقد الناشطون استغلال الحكومة والأحزاب السياسية للقضية الأمازيغية في الخطاب الإعلامي دون تقديم حلول فعلية. ووصفوا هذا النهج بمحاولة لتدجين الخطاب الأمازيغي وتحويله إلى مجرد وسيلة لجذب أصوات الناخبين أو تنظيم مهرجانات وفعاليات احتفالية تخلو من أي مضمون سياسي أو حقوقي.

دعوة إلى التغيير

تطالب الفعاليات الأمازيغية بفتح نقاش وطني جاد لتقييم ما تحقق منذ الاعتراف الرسمي بالأمازيغية عام 2011، ووضع سياسات تعزز إدماجها في الحياة العامة. ويرى النشطاء أن الاحتفال بـ”إيض يناير” يجب أن يكون مناسبة لإطلاق رؤية شاملة تضع الأمازيغية في قلب المشروع المجتمعي للمغرب، بعيدًا عن التوظيف الفرجوي أو السياسي.

أظهر المزيد

مقالات مماثلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
Close

اكتشاف أداة لحظر الإعلانات

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا، فنحن نعتمد على الإعلانات كمصدر لتمويل موقعنا الإلكتروني